لندن:٣٠/٤/٢٠٢٤
فولكس فاجن تواصل مسيرتها نحو القمه في مجال السيارات الكهربائية في أوروبا، مع تضاعف الطلب على سياراتها بالرغم من تحديات السوق، واستراتيجيتها للهيمنة التنافسية في الصين.
مع فجر عصر التنقل الكهربائي الذي يزداد إشراقًا، تقف فولكس فاجن في طليعة النمو القوي في قطاع السيارات الكهربائية (EV) في أوروبا. على الرغم من المخاوف السائدة في السوق بشأن احتمال انخفاض الاهتمام بالسيارات الكهربائية، فقد ارتفعت طلبات فولكس فاجن للسيارات الكهربائية بشكل كبير في الربع الأول من عام 2024، متجاوزة أرقام العام السابق ودحض الشكوك بزخم تصاعدي حاسم.
تكشف التقارير الأخيرة من لندن عن تصاعد ملحوظ في الطلب الاستهلاكي على سيارات فولكس فاجن الكهربائية، حيث تضاعفت الطلبات أكثر من ضعف مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وقد تم تسليط الضوء على هذه الزيادة في بيان الأرباح الأخير، مما يؤكد على صمود فولكس فاجن في سوق مليئ بالتحديات الاقتصادية والعقبات التنافسية. على عكس عملياتها العالمية، كشفت شركة فولكس فاجن عن هذه الأرقام المثيرة للإعجاب للطلبات في القطاع الأوروبي بشكل فريد، مما يبرز أهمية المنطقة الاستراتيجية.
يأتي هذا الارتفاع في الطلب في وقت حاسم. تواجه أكبر شركة لتصنيع السيارات في أوروبا تدقيقًا مكثفًا بسبب تباطؤ المبيعات في المنطقة، وتعقيدات المنافسة الشديدة في صناعة السيارات والتي تأثرت بضيق هوامش الربح. ومع ذلك، يظل أرنو أنتليتز، المدير المالي للشركة، ثابتًا، مؤكدًا على إيمانه الراسخ بمستقبل كهربائي خلال مناقشاته مع المحللين والصحفيين. وقد أقر أنتليتز بتحديات وتيرة تبني السيارات الكهربائية في أوروبا والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن النمو لم يلب التوقعات الأولية ولكنه سيستمر في الارتفاع، ولو بوتيرة معتدلة.
فولكس فاجن في طليعة النمو القوي في قطاع السيارات الكهربائية (EV) في أوروبا.
على الرغم من هذه الأرقام المبشرة للطلبات، فقد شهدت تسليمات فولكس فاجن الفعلية للسيارات الكهربائية في أوروبا انخفاضًا بنسبة 16% عن العام السابق، بسبب العقبات اللوجستية المستمرة التي أخّرت الانتقال من الطلب إلى التسليم. ويسلط هذا التباين الضوء على التحديات اللوجستية التي تواجه الصناعة، حيث تكافح القدرات الإنتاجية لمواكبة الطلب المتزايد.
في الوقت نفسه، تختلف الرواية بشكل ملحوظ في الصين، أكبر سوق لفولكس فاجن، حيث تضاعفت تقريبًا تسليمات السيارات الكهربائية، مما يمثل ارتدادًا كبيرًا من الأرقام المنخفضة السابقة. ومع ذلك، فإن المسار في الصين مليء بتحدياته الخاصة حيث تتنافس فولكس فاجن مع عمالقة محليين مثل تيسلا وبي واي دي للهيمنة على السوق. ردًا على ذلك، تسعى فولكس فاجن بنشاط إلى خفض تكاليف البطاريات والمواد، بهدف تحقيق التكافؤ التنافسي بحلول عام 2026. من المتوقع أن تعزز هذه الاستراتيجية موقع فولكس فاجن في سوق الصين المنافسة بشدة، مما يمكّن من استراتيجيات تسعير أكثر عدوانية وسط حروب الأسعار المستمرة.
بالإضافة إلى استراتيجيات السوق، ينعكس التزام فولكس فاجن بالابتكار في خططها الطموحة لإدخال أربعة طرازات جديدة في الصين خلال السنوات الثلاث المقبلة، بما في ذلك سيارتين كهربائيتين. تعد هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع لتقليص وقت الوصول إلى السوق بنسبة 30%، مما يعزز قدرة الشركة على التكيف استجابةً لتفضيلات المستهلكين سريعة التطور والتقدم التكنولوجي.
ماليًا، كان الربع الأول من عام 2024 تحديًا لفولكس فاجن، حيث انخفضت الأرباح بنسبة 20% لتصل إلى 4.6 مليار يورو، تأثرت بمزيج من انخفاض المبيعات والتكاليف المرتفعة. ومع ذلك، مع تدابير تقليص التكاليف الاستراتيجية التي تبلغ 10 مليارات يورو والهادفة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية وتوقعات دفع تعويضات الفصل بقيمة 900 مليون يورو، تقوم فولكس فاجن بتشكيل هيكل شركة أكثر ديناميكية ومهيأة للنجاح في المستقبل.