في ظل تزايد الأهمية العالمية لقضايا الأمن الغذائي والاستدامة، تبرز الشراكات التي تركز على هذه القيم كنماذج ملهمة للتغيير الفعال. ومن بين هذه الشراكات، أُطلقت مؤخرًا مبادرة في الإمارات العربية المتحدة، حيث تعاون بنك الإمارات للطعام مع “جي إم جي” — وهي مجموعة عالمية رائدة في مجالات الرفاهية وتجارة التجزئة — لمواجهة نقص الغذاء ودعم المجتمعات المحتاجة. تأتي هذه الشراكة ضمن إطار برنامج المسؤولية الاجتماعية لشركة “جي إم جي”، والذي يحمل اسم “جي إم جي كيرز”، ويمثل خطوة تحويلية نحو مجتمع مستدام وخالٍ من الجوع. هذا التعاون بين “جي إم جي” وبنك الإمارات للطعام يبرز كيف يمكن للشركات أن تشارك بفعالية في الجهود الإنسانية بما يتماشى مع أهداف الاستدامة العالمية، مع تحسين رفاهية المجتمعات المحلية.
التعاون بين بنك الإمارات للطعام و”جي إم جي”
يرتكز هذا التعاون بشكل أساسي على موارد “جي إم جي” الواسعة وقدرات بنك الإمارات للطعام على الوصول إلى الفئات المحتاجة. وستقوم “جي إم جي” بالتبرع بفائض الطعام من متاجرها، مع التركيز بشكل خاص على مواقع مثل متاجر “جيان” في “دبي هيلز مول”، مع خطط لتوسيع المبادرة لتشمل جميع متاجرها. ومن خلال ضمان وصول الفائض الغذائي إلى من هم في أمس الحاجة إليه، تتصدى هذه المبادرة بشكل مباشر لمشكلتي هدر الغذاء وانعدام الأمن الغذائي في دولة الإمارات.
يعمل بنك الإمارات للطعام، الذي يأتي تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كحلقة وصل بين “جي إم جي” والمنظمات الخيرية المتنوعة. ومن خلال بنيته التحتية المتطورة والالتزام بمعايير الصحة والسلامة الصارمة التي تفرضها بلدية دبي، يضمن بنك الإمارات للطعام أن تصل الأطعمة التي يعاد توزيعها إلى مستحقيها بحالة جيدة وتكون مغذية. ويعد هذا النهج المنظم وسيلة فعالة لتوزيع الغذاء تتماشى مع أهداف دولة الإمارات الأشمل في تحقيق الاستدامة.
“جي إم جي كيرز”: رؤية لمستقبل مستدام
تتأسس مبادرة “جي إم جي كيرز”، التي تشرف على هذه الشراكة، على ثلاثة محاور رئيسية: الكوكب، والمجتمع، والناس. هذا البرنامج يعكس التزام “جي إم جي” بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، حيث تتناول المبادرة القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمية. ومن خلال هذه المحاور، تتماشى أجندة المسؤولية الاجتماعية لـ”جي إم جي” مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، حيث تدعم الجهود الرامية لإحداث تأثير إيجابي على المجتمع والبيئة.
أكد محمد ع. بيكر، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “جي إم جي”، على أهمية هذه الشراكة، مبرزًا قدرتها على إلهام المؤسسات الأخرى لجعل الاستدامة محورًا رئيسيًا في عملياتها. تأتي هذه الشراكة ضمن التزام أكبر من “جي إم جي” بـ”خلق مستقبل أكثر استدامة وعدالة”، مما يوضح الدور الحاسم للقطاع الخاص في تعزيز المسؤولية الاجتماعية والاستدامة.
دور بنك الإمارات للطعام في دعم المجتمع
بصفته منظمة غير ربحية تابعة لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، يلعب بنك الإمارات للطعام دورًا حيويًا في مكافحة هدر الطعام والجوع في الإمارات. يسعى بنك الإمارات للطعام، من خلال مهمته في ضمان وصول الفائض الغذائي إلى الفئات المحتاجة، إلى تعزيز روح التضامن المجتمعي. تعد هذه المبادرة مهمة بشكل خاص في منطقة يمكن أن يتعايش فيها هدر الغذاء مع انعدام الأمن الغذائي في آن واحد.
أشارت منال عبيد بن يرو، رئيسة الفريق التنفيذي في بنك الإمارات للطعام، إلى أهمية الشراكات القوية لتحقيق مستقبل “خالي من الجوع ومستدام”. ويمثل التعاون مع “جي إم جي” توسيعًا كبيرًا للنطاق التأثيري لهذه الأهداف المشتركة، كما يضع مثالًا يحتذى به للكيانات الأخرى التي يمكنها المساهمة في دعم القضايا الإنسانية.
أثر المبادرة على أهداف الاستدامة في دولة الإمارات
تتوافق هذه الشراكة بسلاسة مع استراتيجية الأمن الغذائي الوطني لدولة الإمارات وأهداف الاستدامة، التي تهدف إلى تقليل هدر الطعام ودعم الفئات الضعيفة. ومن خلال إعادة توزيع فائض الطعام، تدعم هذه المبادرة الأولويات الوطنية في هذا المجال، وتشجع على سلوك مسؤول داخل القطاع الخاص في دولة الإمارات. تعكس المبادرة وعيًا متزايدًا بقضايا الأمن الغذائي وأهمية الحفاظ على الموارد في اقتصاد عالمي مترابط بشكل متزايد.
